1. هل مُقَدَّرٌ على لبنانَ أن يكونَ أبداً مخيماً إقليمياً لّلاجئين؟وهل على اللبنانيين الإنتظار كَي يُعيدَ التاريخُ نفسَه؟ لقد دَخَلَتْ أحداثُ سوريا عامَها الرابع وشعبُها يُعاني من دوَّامةِ عنفٍ ورعبٍ ودمارٍ دَفَعَت بملايينِ من أبنائِه الى النزوحِ إلى مناطقَ أكثرَ أماناً داخل وطنِهم، او اللجوء إلى بلدانِ الجوارِ ومنها لبنان. وسريعاً ما ولَّى الإعتقادُ السائدُ في بدايةِ الأزمةِ أن عددَ الوافدين إلى لبنانَ سيكون قليلاً وفترةَ اقامتِهم قصيرةً. فتحوَّلَت التوقعاتُ إذ يوجدُ حالياً مليون نازحٍ(*)مسجَّلين رسمياً في لبنان، إضافةً إلى غير المسجَّلين المقيمين مع أسرٍ لبنانية من معارفَ وأقرِباء، ناهيك عن العددِ الوافر من السورييِّن العاملين أصلاً في لبنان ومِنهُم من يستضيف مزيداً من عابري الحدود ما يرفع، بالتقديِراتِ الرسميةِ، عددَ الرعايا السوريين في لبنانَ إلى 1,3مليون، أي ما يوازي ثُلْثَ المواطنين اللبنانيين المقيمين، فيما تتنامى أعدادُ الوافدينَ بوتيرةٍ عاليةٍ ومُنْتَظِمَةٍ تناهز يومياً ألفي طلب تسجيلٍ ، أي ما فوق الخمسِين ألفاً شهرياً.
أينَ وإلامَ سياسة لبنانَ من هذه "القضية"؟ لسياسةٍ تُراعي المَعاييرَ الإنسانية وتَحْمي الوَطَن